للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

......................................................................


تفسيرية; لقوله: " جعل الله بضاعته "، ومعناها: أنه كلما اشترى حلف، وكلما باع حلف طلبا للكسب، واستحق هذه العقوبة; لأنه إن كان صادقا; فكثرة إيمانه تشعر باستخفافه واستهانته باليمين ومخالفته قوله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} ١ وإن كان كاذبا جمع بين أربعة أمور محذورة:
١- استهانته باليمين ومخالفته أمر الله بحفظ اليمين.
٢- كذبه.
٣- أكله المال بالباطل.
٤- أن يمينه يمين غموس، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان "٢.
وكل ما في هذا الحديث يجب الحذر منه والبعد عنه، لأن هذا ما يريده النبي صلى الله عليه وسلم من الإخبار به، وإلا; فما الفائدة من سماعنا له إذا لم تظهر مقتضيات النصوص على معتقداتنا وأقوالنا وأفعالنا؟ فنحن والجاهل سواء; بل نحن أعظم، ولذلك لا ينبغي أن تمر علينا بلا فائدة فنعرف معناها فقط، بل يجب أن نعرف معناها ونعمل بمقتضاها، ثم يجب علينا أيضا بوصفنا ممن آتاهم الله العلم أن نحذر الناس منها لنكون وارثين للرسول صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم كان عالما عاملا داعيا، أما طالب العلم; فإنه ليس وارثا للرسول عليه الصلاة والسلام حتى يقوم بما قام به من العمل

<<  <  ج: ص:  >  >>