والظاهر: القول الثاني إن صحت الرواية. قوله: "يشهدون": أي: يخبرون عما علموه مما شاهدوه أو سمعوه أو لمسوه أو شموه; لأن الشهادة إخبار الإنسان بما يعلم، قال تعالى: {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ١ ولا يشترط أن تكون بلفظ أشهد على الصحيح، وقد قيل للإمام أحمد: إن فلانا يقول: "إن العشرة في الجنة ولا أشهد". فقال: إن قاله; فقد شهد. قوله: "ولا يستشهدون": اختلف العلماء في معنى ذلك: فقيل: "لا يستشهدون"; أي: لا يطلب منهم تحمل الشهادة، فيكون المراد الذين يشهدون بغير علم فهم شهداء زور. وقيل: لا يطلب منهم أداء الشهادة; فيكون المراد أداء الشهادة قبل أن يدعى لأدائها فيكون ذلك دليلا على تسرعهم في أداء الشهادة وعدم اهتمامهم بها. ولكن هذا القول يشكل عليه حديث زيد بن خالد الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أخبركم بخير الشهداء: الذي يأتي بالشهادة قبل أن يسألها "٢٣ فهذا ترغيب في أداء الشهادة قبل أن يسألها بدليل قوله: "ألا أخبركم بخير الشهداء"، وظاهره: أنه معارض لحديث عمران; فجمع بعض العلماء بينهما بأن المراد بحديث زيد من يشهد بحق لا يعلمه المشهود له. وجمع بعض العلماء بأن المراد بحديث زيد: من يشهد بشيء من