وكذلك بالنسبة للأنبياء، كقوله تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} ٤ وهذه العبودية خاصة، وهي أعلى أنواع الخاصة. والعبودية لله من أجل أوصاف الإنسان; لأن الإنسان إما أن يعبد الله أو الشيطان، قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} ٥ قال ابن القيم: هربوا من الرق الذي خلقوا له ... فبلوا برق النفس والشيطان وقال الشاعر: لا تدعني إلا بيا عبدها ... فإنه أشرف أسمائي "ورسوله": أي: المرسل من عنده إلى جميع الناس، كما قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} ٦. ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قمة الطبقات الصالحة، قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} ٧ والنبيون فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو أفضلهم، ومن عبارة المؤلف رحمه الله في الرسول صلى الله عليه وسلم "عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب".