للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى} ١ الآيات.


أمير المؤمنين عمر بن الخطابرضي الله عنهأنه لما رأى الناس ينتابون الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان أمر بقطعها.
قوله: "وحجر": اسم جنس يشمل أي حجر كان حتى الصخرة التي في بيت المقدس; فلا يتبرك بها، وكذا الحجر الأسود لا يتبرك به، وإنما يتعبد لله بمسحه وتقبيله; اتباعا للرسول صلى الله عليه وسلم وبذلك تحصل بركة الثواب. ولهذا قال عمررضي الله عنه" إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك; ما قبلتك "٢. فتقبيله عبادة محضة خلافا للعامة، يظنون أن به بركة حسية، ولذلك إذا استلمه بعض هؤلاء مسح على جميع بدنه تبركا بذلك.
قوله: "ونحوهما": أي: من البيوت، والقباب، والحجر; حتى حجرة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فلا يتمسح بها تبركا، لكن لو مسح الحديد لينظر هل هو أملس أو لا; فلا بأس، إلا إن خشي أن يقتدى به; فلا يمسحه.
قوله: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى} لما ذكر الله عزوجل المعراج بقوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} ٣ قال: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ٤ ; أي: رأى النبي صلى الله عليه وسلم من آيات الله الكبرى. وقد اختلف العلماء في قوله: (الكبرى) : هل هي مفعول ل (رأى) ، أو صفة لـ (آيات) ؟.
وقوله: " الكبرى " قيل: إنها مفعول ل " رأى "، والتقدير: لقد رأى من آيات الله الكبرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>