للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر.

الرابعة: أن أصلح الناس لو فعله إرضاء لغيره، صار من الظالمين.

الخامسة: تفسير الآية التي بعدها.


َضُرُّكَ} ١:الخطاب في هذه الآية للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، بدليل الآيات التي قبلها، قال تعالى: {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ٢ فإن قيل: كيف ينهاه الله عن أمر لا يمكن أن يقع منه شرعا؟ أجيب: إن الغرض هو التنديد بمن فعل ذلك، كأنه يقول: لا تسلك هذا الطريق التي سلكها أهل الضلال، وإن كان الرسول لا يمكن أن يقع منه ذلك شرعا.
الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر: يؤخذ من قوله تعالى: {فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ} ٣ مضافا إلى قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ٤.
الرابعة: أن أصلح الناس لو فعله إرضاء لغيره، صار من الظالمين: تؤخذ من كون الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وهو أصلح الناس، فلو فعله ذلك إرضاء لغيره، صار من الظالمين، حتى ولو فعله مجاملة لإنسان مشرك، فدعا صاحب قبر إرضاء لذلك المشرك، فإنه يكون مشركا، إذ لا تجوز المحاباة في دين الله.
الخامسة: تفسير الآية التي بعدها: وهي قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} ٥ الآية، فإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>