للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..

لا أغني عنكم من الله شيئا.

يا عباس بن عبد المطلب!...........................................


وفي قوله: "اشتروا أنفسكم " من الحض على هذا الأمر ما هو ظاهر، لأن المشتري يكون راغبا. قوله: لا أغني عنكم من الله شيئا: هذا هو الشاهد، أي: لا أدفع أو لا أنفع، أي: لا أنفعكم بدفع شيء عنكم دون الله، ولا أمنعكم من شيء أراده الله لكم، لأن الأمر بيد الله، ولهذا أمر الله نبيه بذلك، فقال: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} ١ قوله: "شيئا": نكرة في سياق النفي، فتعم أي شيء.
قوله: "يا عباس بن عبد المطلب": هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وعبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم وعباس، بالضم، لأن المنادى إذا كان معرفة يبنى على الضم، ونعته إذا كان مضافا ينصب، وهنا ابن عبد المطلب مضاف، ولهذا نصب.
فإن قيل: كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب مع أنه لا يجوز أن يضاف عبد إلا إلى الله- عز وجل-؟ فالجواب: إن هذا ليس إنشاء، بل هو خبر، فاسمه عبد المطلب، ولم يسمه النبي صلى الله عليه وسلم لكن اشتهر بعبد المطلب، ولهذا انتمى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب ٢،٣

<<  <  ج: ص:  >  >>