قوله: لا أغني عنك من الله شيئا: أي: لا أنفعك بشيء دون الله، ولا أمنعك من شيء أراده الله لك; فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يغني عن أحد شيئا حتى عن أبيه وأمه. قوله: يا صفية عمة رسول الله!: يقال في إعرابها كما قيل في عباس بن عبد المطلب. قوله: يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت: أي: اطلبيني من مالي ما شئت; فلن أمنعك لأنه صلى الله عليه وسلم مالك لماله، ولكن بالنسبة لحق الله قال: لا أغني عنك من الله شيئا. فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأقاربه الأقربين: عمه، وعمته، وابنته; فما بالك بمن هم أبعد؟! فعدم إغنائه عنهم شيئا من باب أولى; فهؤلاء الذين يتعلقون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويلوذون به ويستجيرون به الموجودون في هذا الزمن وقبله قد غرهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق، لأنهم تعلقوا بما ليس بمتعلق، إذ الذي ينفع بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم هو الإيمان به واتباعه. ١ رواه: البخاري (كتاب التفسير, باب وأنذر عشيرتك الأقربين , ٣/٢٧٢) , ومسلم (كتاب الإيمان, باب وأنذر عشيرتك الأقربين , ١/١٩٢) .