الرابعة: أن المدعو عليهم كفار: تؤخذ من قوله تعالى: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} ، فهذا دليل على أنهم الآن ليسوا على حال مرضية، ومن المعلوم أن صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام وقت الدعاء عليهم كانوا كفارا. وهذه المسألة- أي أن المدعو عليهم كفار- ترمي إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان يرى أنه دعا عليهم بحق، فقد قطع الله- سبحانه وتعالى- أن يكون له من الأمر شيء لأنه قد يقول قائل: إذا كانوا كفارا، أليس يملك الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم؟ نقول: حتى في هذه الحال لا يملك من أمرهم شيئا، هذا وجه قول المؤلف أن المدعو عليهم كفار، وليس مراده الإعلام بكفرهم، لأن هذا معلوم لا يستحق أن يعنون له، بل المراد في هذه الحال الذتي كان فيها هؤلاء كفارا لم يملك النبي شيئا بالنسبة إليهم.