٢. ادعوهم دعاء مسألة. فلو دعوهم دعاء مسألة لا يستجيبون لهم; كما قال تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} ١. يكفرون: يتبرءون، ومع هذه الآيات العظيمة يذهب بعض الناس يشرك بالله ويستنجد بغير الله، وكذلك لو دعوهم دعاء حضور لم يحضروا، ولو حضروا ما انتفعوا بحضورهم. قوله: {لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} ٢ واحدة الذر: وهي صغار النمل، ويضرب بها المثل في القلة. قوله: {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} وكذلك ما دون الذرة لا يملكونه، والمقصود بذكر الذرة المبالغة، وإذا قصد المبالغة بالشيء قلة أو كثرة; فلا مفهوم له; فالمراد الحكم العام; فمثلا قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} ٣ ; أي: مهما بالغت في الاستغفار. ولا يرد على هذا أن الله أثبت ملكا للإنسان; لأن ملك الإنسان قاصر وغير شامل ومتجدد وزائل، وليس كملك الله. قوله: {وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ} ٤ أي: ما لهؤلاء الذين تدعون من دون الله. "فيهما" أي: في السماوات والأرض. : {مِنْ شِرْكٍ} أي: مشاركة، أي لا يملكونه انفرادا ولا مشاركة.