للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي " الصحيح " عن ابن المسيب، عن أبيه; قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة;................................................................


مُسْتَقِيمٍ} ١، فلم يخصص سبحانه فلانا وفلانا ليبين أن المراد أنك تهدي هداية دلالة، فأنت تفتح الطريق أمام الناس فقط وتبين لهم وترشدهم، أما إدخال الناس في الهداية فهذا أمر ليس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما هو مما تفرد الله به سبحانه؛ فنحن علينا أن نبين وندعو، وأما هداية التوفيق (أي أن الإنسان يهدي) فهذا إلى الله –سبحانه وتعالى- وهذا هو الجمع بين الآيتين.
وقوله: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} ٢ ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أبا طالب; فكيف يئول ذلك؟
والجواب: إما أن يقال: إنه على تقدير أن المفعول محذوف، والتقدير من أحببت هدايته لا من أحببته هو أو يقال: إنه أحب عمه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافرا أو يقال: إن ذلك قبل النهي عن محبة المشركين والأول أقرب; أي: من أحببت هدايته لا عينه، وهذا عام لأبي طالب وغيره ويجوز أن يحبه محبة قرابة، ولا ينافي هذا المحبة الشرعية، وقد أحب أن يهتدي هذا الإنسان، وإن كنت أبغضه شخصيا لكفره، ولكن لأني أحب أن الناس يسلكون دين الله.
قوله: "في الصحيح": سبق الكلام على مثل هذه العبارة في باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.
قوله: "أبا": بالألف: مفعول به منصوب بالألف; لأنه من الأسماء الخمسة، و "الوفاة" يعني: الموت، فاعل حضرت.

<<  <  ج: ص:  >  >>