للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.......................................................................

ما عهد به إلى عباده، وهي عبادته سبحانه وتعالى والقيام بأمره، كما قال عزوجل: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} ١ [المائدة: ١٢] .

هذا ميثاق من جانب المخلوق، وقوله تعالى: {لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} ٢ [المائدة: ١٢] هذا من جانب الله- عز وجل.

وقوله: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ٣: هذه الآية الكريمة فيها أربع وصايا من الخالق عزوجل:

الأولى: أن لا نقرب مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن.

الثانية: أن نوفي الكيل والميزان بالقسط.

الثالثة: أن نعدل إذا قلنا.

الرابعة: أن نوفي بعهد الله.

والآية الأولى فيها خمس وصايا. صار الجميع تسع وصايا.

ثم قال عزوجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} ٤ هذه هي الوصية العاشرة، فقوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي} ٥ يحتمل أن المشار إليه ما سبق، لأنك لو تأملته وجدته محيطا بالشرع كله، إما نصا، وإما إيماء، ويحتمل أن المراد به ما علم من دين الله، أي: هذا الذي جاءكم به الرسول صلى الله عليه وسلم هو صراطي، أي: الطريق الموصل إليه سبحانه وتعالى.

والصراط يضاف إلى الله- عز وجل-، ويضاف إلى سالكه; ففي قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ٦ هنا أضيف إلى


١ سورة المائدة آية: ١٢.
٢ سورة المائدة آية: ١٢.
٣ سورة الأنعام آية: ١٥٢.
٤ سورة الأنعام آية: ١٥٣.
٥ سورة الأنعام آية: ١٥٣.
٦ سورة الفاتحة آية: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>