الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد، حتى بعد إدخاله; لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد; فليس المسجد مبنيا عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظا ومحوطا بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة، أي مثلث، والركن في الزاوية الشمالية، بحيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه منحرف. فبهذا كله يزول الإشكال الذي يحتج به أهل القبور، ويقولون هذا منذ عهد التابعين إلى اليوم، والمسلمون قد أقروه ولم ينكروه; فنقول: إن الإنكار قد وجد حتى في زمن التابعين، وليس محل إجماع، وعلى فرض أنه إجماع; فقد تبين الفرق من الوجوه الأربعة التي ذكرناها. قوله: "بخمس": أي: خمس ليال، لكن العرب تطلقها على الأيام والليالي. قوله: "أبرأ": البراءة: هي التخلي; أي: أتخلى أن يكون لي منكم خليل. قوله: "خليل": هو الذي يبلغ في الحب غايته; لأن حبه يكون قد تخلل الجسم كله، قال الشاعر يخاطب محبوبته: