قوله: {بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ} ١ شر: هنا اسم تفضيل، وأصلها أشر لكن حذفت الهمزة تخفيفا لكثرة الاستعمال، ومثلها كلمة خير مخففة من أخير، والناس مخففة من الأناس، وكذا كلمة الله مخففة من الإله. وقوله: "ذلك" المشار إليه ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه; فإن اليهود يزعمون أنهم هم الذين على الحق، وأنهم خير من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليسوا على الحق; فقال الله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} قوله: {مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ} مثوبة: تمييز لشر; لأن شر اسم تفضيل، وما جاء بعد أفعل التفضيل مبينا له يكون منصوبا على التمييز. قال ابن مالك: اسم بمعنى من مبين نكره ... ينصب تمييزا بما قد فسره إلى أن قال: والفاعل المعنى انصبَنْ بأفعلا ... مفضلا كأنت أعلى منزلا والمثوبة: من ثاب يثوب إذا رجع، ويطلق على الجزاء; أي: بشر من ذلك جزاء عند الله. قوله: "عند الله": أي: في علمه وجزائه عقوبة أو ثوابا. قوله: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ} من: اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو من لعنه الله; لأن الاستفهام انتهى عند قوله: {مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ} ٢ وجواب الاستفهام: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ} ٣ ولعنه; أي: طرده وأبعده عن رحمته.