والقاعدة العامة عند أهل السنة: أن آيات الصفات وأحاديثها تجرى على ظاهرها اللائق بالله عزوجل فلا تجعل من جنس صفات المخلوقين، ولا تحرف فتنفى عن الله; فلا نغلو في الإثبات ولا في النفي. قوله: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} القردة: جمع قرد، وهو حيوان معروف أقرب ما يكون شبها بالإنسان، والخنازير: جمع خنزير، وهو ذلك الحيوان الخبيث المعروف الذي وصفه الله بأنه رجس. والإشارة هنا إلى اليهود; فإنهم لعنوا كما قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} ١ الآية. وجعلوا قردة بقوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} ٢، وغضب الله عليهم بقوله: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} ٣. قوله: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} ٤ فيها قراءتان في "عبده" وفي "الطاغوت": الأولى: بضم الباء "عبد"، وعليها تكسر التاء في "الطاغوت" ; لأنه مجرور بالإضافة. الثانية: بفتح الباء "عبده" على أنه فعل ماض معطوف على قوله: "لعنه الله" صلة الموصول، أي: ومن عبد الطاغوت، ولم يُعِدْ "مَن" مع طول الفصل; لأن هذا ينطبق على موصوف واحد، فلو أعيدت "مَن"