فإذا نظرنا إلى مجموع القرن كله نجد أن ما بعد القرن شر منه، لا باعتبار الأفراد ولا باعتبار مكان دون مكان; فقد تكون أمة في بعض الجهات يرتفع الناس فيها من حسن إلى أحسن، كما لو نشأ فيها علماء نفع الله بهم; فإنهم يكونون أحسن ممن سبقهم. أما الصحابة; فلا أحد يساويهم في فضل الصحبة، حتى أفرادهم لا يمكن لأحد من التابعين أن يساويهم فيها مهما بلغ من الفضل; لأنه لم يدرك الصحبة. مسألة: ما هي الحكمة من ابتلاء الأمة بهذا الأمر: "لتتبعن سنن ... " إلخ، وأن يكون فيها من كل مسيء من سبقها؟ الجواب: الحكمة ليتبين بذلك كمال الدين; فإن الدين يعارض كل هذه الأخلاق، فإذا كان يعارضها دل هذا على أن كل نقص في الأمم السابقة، فإن هذه الشريعة جاءت بتكميله; لأن الأشياء لا تتبين إلا بضدها; كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء. (تنبيه) : قوله: " حذو القذة بالقذة "٢ لم أجده في مظانه في "الصحيحين"; فليحرر.