للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض،


حصرت الأرض بحيث يدركها بصر النبي صلى الله عليه وسلم المجرد; فأين يذهب الناس والبحار والجبال والصحاري؟
الجواب: بأن هذا من الأمور الغيبية التي لا يجوز أن تورد عليها كيف ولم، بل نقول: إن الله على كل شيء قدير; إذ قوة الله - سبحانه - أعظم من قوتنا وأعظم من أن نحيط بها، ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم١ فلا يجوز أن نقول: كيف يجري مجرى الدم؟ فالله أعلم بذلك.
وهذه المسائل التي لا ندركها يجب التسليم المحض لها، ولهذا نقول في باب الأسماء والصفات: تجرى على ظاهرها مع التنزيه عن التكييف والتمثيل، وهذا ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة.
وقوله: " فرأيت مشارقها ومغاربها ": أي: أماكن الشرق والغرب منها.
قوله: " وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ": والمراد: أمة الإجابة التي آمنت بالرسول صلى الله عليه وسلم سيبلغ ملكها ما زوي للرسول صلى الله عليه وسلم منها، وهذا هو الواقع; فإن ملك هذه الأمة اتسع من المشرق ومن المغرب اتساعا بالغا، لكنه من الشمال والجنوب أقل بكثير، والأمة الإسلامية وصلت من المشرق إلى السند والهند وما وراء ذلك، ومن المغرب إلى ما وراء المحيط، وهذا يحقق ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم
قوله: " وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض ": الذي أعطاه هو الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>