للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم ... ".


والكنزان: هما الذهب والفضة كنوز كسرى وقيصر; فالذهب عند قيصر، والفضة عند كسرى، وكل منهما عنده ذهب وفضة، لكن الأغلب على كنوز قيصر الذهب، وعلى كنوز كسرى الفضة.
وقوله: "أعطيت": هل النبي صلى الله عليه وسلم أعطيها في حياته، أم بعد موته؟ الجواب: بعد موته أعطيت أمته ذلك، لكن ما أعطيت أمته; فهو كالمعطى له; لأن امتداد ملك الأمة لا لأنها أمة عربية كما يقوله الجهال، بل لأنها أمة إسلامية أخذت بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم
قوله: " وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ": هكذا في الأصل: "بعامة"، والمعنى بمهلكة عامة، وفي رواية في بعض النسخ: "بسنة عامة".
السنة: الجدب والقحط، وهو يهلك ويدمر، قال صلى الله عليه وسلم " اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف "١.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ} ٢ ويحتمل أن يكون المعنى بعام واحد; فتكون الباء للظرفية. وعامة; أي: عموما تعمهم، هذه دعوة.
قوله: " وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ": أي: لا يسلط عليهم عدوا، والعدو: ضد الولي، وهو: المعادي المبغض الحاقد، وأعداء المسلمين هنا: هم الكفار، ولهذا قال: "من سوى أنفسهم". ومعنى: "يستبيح": يستحل، والبيضة: ما يجعل على الرأس وقاية من السهام. والمراد: يظهر عليهم ويغلبهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>