للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأبي داود بسند صحيح عن " عقبة بن عامر; قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره; فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت،........................


قوله: "عن عقبة بن عامر": صوابه عن عروة بن عامر; كما ذكره في "التيسير"، وقد اختلف في نسبه وصحبته.
قوله: " ذكرت الطيرة عند رسول الله "١ وهذا الذكر إما ذكر شأنها، أو ذكر أن الناس يفعلونها، والمراد: تحدث الناس بها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله: " أحسنها الفأل: " سبق أن الفأل ليس من الطيرة٢ لكنه شبيه بالطيرة من حيث الإقدام; فإنه يزيد الإنسان نشاطا وإقداما فيما توجه إليه; فهو يشبه الطيرة من هذا الوجه، وإلا; فبينهما فرق لأن الطيرة توجب تعلق الإنسان بالمتطير به، وضعف توكله على الله، ورجوعه عما هم به من أجل ما رأى، لكن الفأل يزيده قوة وثباتا ونشاطا; فالشبه بينهما هو التأثير في كل منهما.
قوله: " ولا ترد مسلما "٣ يفهم منه أن من ردته الطيرة عن حاجته; فليس بمسلم.
قوله: " فإذا رأى أحدكم ما يكره "٤ فحينئذ قد ترد على قلبه الطيرة، ويبتعد عما يريد، ولا يقدم عليه، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم دواء لذلك وقال: " فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات ... "٥ إلخ.
قوله: " اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت "٦ وهذا هو حقيقة التوكل،

<<  <  ج: ص:  >  >>