الثاني: أنه تقول على الله بغير علم; لأن الذي يبطل ظاهر النص يؤوله إلى معنى آخر; فيقال له: ما الذي أدراك أن الله أراد هذا المعنى دون ظاهر النص؟ ففيه تقول على الله في النفي والإثبات في نفي الظاهر، وفي إثبات ما لم يدل عليه دليل. الثالث: أن فيه جناية على النصوص، حيث اعتقد أنها دالة على التشبيه; لأنه لم يعطل إلا لهذا السبب; فيكون ما فهم من كتاب الله وسنة رسوله (كفرا أو ضلالا. الرابع: أن فيها طعنا في الرسول (وخلفائه الراشدين; لأننا نقول: هذه المعاني التي صرفتم النصوص إليها هل الرسول (وخلفاؤه يعلمون بها أم لا؟ فإن قالوا: لا يعلمون; فقد اتهموهم بالقصور، وإن قالوا: يعلمون ولم يبينوها; فقد اتهموهم بالتقصير. فلا تستوحش من نص دل على صفة أن تثبتها، لكن يجب عليك أن تجتنب أمرين هما: التمثيل والتكييف; لقوله تعالى: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} ، [النحل: من الآية٧٤] ، وقوله: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} ، [الإسراء: من الآية٣٦] ، فإذا أثبت الله لنفسه وجها أو يدين; فلا تستوحش من إثبات ذلك; لأن الذي أخبر به عن نفسه أعلم بنفسه من غيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا، وهو يريد لخلقه الهداية، وإذا أثبت رسوله (ذلك له; فلا تستوحش من إثباته; لأنه (: