قوله في حديث عبد الله بن عمر: "لا يؤمن أحدكم ": أي: إيمانا كاملا، إلا إذا كان لا يهوى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بالكلية; فإنه ينتفي عنه الإيمان بالكلية، لأنه إذا كره ما أنزل الله فقد حبط عمله لكفره، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} ، [محمد:٩] . قوله: " حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ": الهوى بالقصر هو: الميل، وبالمد هو: الريح، والمراد الأول. و"حتى": للغاية، والذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن والسنة. وإذا كان هواه تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لزم من ذلك أن يوافقه تصديقا بالأخبار، وامتثالا للأوامر، واجتنابا للنواهي. واعلم أن أكثر ما يطلق الهوى على هوى الضلال لا على هوى