للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن قتيبة: " يقولون: هذا بشفاعة آلهتنا".

وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه: " أن الله تعالى قال: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. .."١.


وابن القيم رحمه الله - وإن كان قول العالم ليس بحجة لكن يستأنس به - قال في القصيدة الميمية يمدح الصحابة:
أولئك أتباع النبي وحزبه ... ولولاهُمُو ما كان في الأرض مسلمُ
ولولاهُمُو كادت تميد بأهلها ... ولكن رواسيها وأوتادها هُمُ
ولولاهُمُو كانت ظلاما بأهلها ... ولكن هُمُو فيها بدور وأنجُمُ
فأضاف (لولا) إلى سبب صحيح.
قوله: "وقال ابن قتيبة: يقولون هذا بشفاعة آلهتنا ": هؤلاء أخبث ممن سبقهم; لأنهم مشركون يعبدون غير الله، ثم يقولون: إن هذه النعم حصلت بشفاعة آلهتهم، فالعُزَّى مثلا شفعت عند الله أن ينزل المطر; فهؤلاء أثبتوا سببا من أبطل الأسباب لأن الله عز وجل لا يقبل شفاعة آلهتهم، لأن الشفاعة لا تنفع إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا، والله عز وجل لا يأذن لهذه الأصنام بالشفاعة; فهذا أبطل من الذي قبله لأن فيه محذورين:
١- الشرك بهذه الأصنام.
٢- إثبات سبب غير صحيح.
قوله: "وقال أبو العباس": هو شيخ الإسلام أحمد بن تيمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>