وأما ما لا يختص بالله; فإنه يسمى به غير الله إذا لم يلاحظ معنى الصفة، بل كان المقصود مجرد العلمية فقط؛ لأنه لا يكون مطابقا لاسم الله، ولذلك كان في الصحابة من اسمه "الحكم"١، ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يقصد إلا العلمية، وفي الصحابة من اسمه "حكيم"٢ وأقره النبي صلى الله عليه وسلم. فالذي يحترم من أسمائه تعالى ما يختص به، أو ما يقصد به ملاحظة الصفة. الثانية: تغيير الاسم لأجل ذلك: وقد سبق الكلام عليه الثالثة: اختيار أكبر الأبناء للكنية: تؤخذ من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن أكبرهم؟ قال: شريح. قال: فأنت أبو شريح"٣. ولا يؤخذ من الحديث استحباب التكني; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يغير كنيته إلى كنية مباحة، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يكني ابتداء. ويستفاد من الحديث ما يلي: ١- أنه ينبغي لأهل الوعظ والإرشاد والنصح، إذا أغلقوا بابا محرما؛ أن يبينوا للناس المباح، وقد سبق تقرير ذلك. ٢- أن الحكم لله وحده; لقوله صلى الله عليه وسلم "وإليه الحكم". أما الكوني فلا نزاع فيه؛ إذ لا يعارض الله أحد في أحكامه الكونية.