فيجاب عن ذلك: بأن هذا هو غضب الإنسان، ولا يلزم من التوافق في اللفظ التوافق في المثلية والكيفية، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ٢ ويدل على أن الغضب ليس هو الانتقام قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} ٣. ف "آسفونا": بمعنى أغضبونا {انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} فجعل الانتقام مرتبا على الغضب، فدل على أنه غيره. وقوله: "ولعنهم": اللعن: الطرد والإبعاد عن رحمة الله. قوله: {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ} ٤ أي: هيأها لهم وجعلها سكنا لهم ومستقرا. قوله: {وَسَاءَتْ مَصِيراً} ٥ أي: مرجعا يصار إليه. و"مصيرا": تمييز، والفاعل مستتر; أي: ساءت النار مصيرا يصيرون إليه.