وقال: {إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} ٣. وقال: {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ٤ فأثبت للعبد إرادة قولا وفعلا وعملا. ومن أدلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى "٥ وقوله صلى الله عليه وسلم: " ما نهيتكم عنه; فاجتنبوه، وما أمرتكم به; فأتوا منه ما استطعتم "٦ ولهذا إذا أكره المرء على قول أو فعل وقلبه مطمئن بخلاف ما أكره عليه; لم يكن لقوله أو فعله الذي أكره عليه حكم فاعله اختيارا. وأما إجماع السلف على بطلان القول بالجبر; فلم ينقل عن أحد منهم أنه قال به، بل رد من أدرك منهم بدعته موروث معلوم. وأما دلالة العقل على بطلانه; فلأنه لو كان العبد مجبرا على عمله; لكانت عقوبة العاصي ظلما ومثوبة الطائع عبثا، والله تعالى منزه عن هذا وهذا، ولأنه لو كان العبد مجبرا على عمله لم تقم الحجة بإرسال الرسل; لأن القدر باق مع إرسال الرسل، وما كان الله ليقيم على العباد حجة مع انتفاء كونها حجة. وأما دلالة الحس على بطلانه; فإن الإنسان يدرك الفرق بين ما فعله