للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له: اكتب. فقال: رب! وماذا أكتب؟ .............................


والناس مختلفون في القلم الذي ... كتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده ... قولان عند أبي العلا الهمذاني
والحق أن العرش قبل لأنه ... قبل الكتابة كان ذا أركان
قوله: " فقال له: اكتب ": القائل هو الله عز وجل يخاطب القلم، والقلم جماد، لكن كل جماد أمام الله مدرك وعاقل ومريد، والدليل على هذا قوله تعالى في سورة فصلت: {قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً} ١ أي: لا بد أن تنقادا لأمر الله طوعا أو كرها; فكان الجواب: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} ٢ فقد خاطب الله السماوات والأرض وأجابتا ودل قوله: "طائعين" على أن لها إرادة وأنها تطيع; فكل شيء أمام الله; فهو مدرك مريد ويجيب ويمتثل.
قوله: "قال: ربي وماذا أكتب؟ ": "ماذا": اسم استفهام مفعوله مقدم، و"أكتب": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، هذا إذا ألغيت "ذا"، أما إذا لم تلغ; فنقول: "ما": اسم استفهام مبتدأ، و"ذا": خبره; أي; ما الذي أكتب؟ والعائد على الموصول محذوف تقديره: ما الذي أكتبه؟
وفي هذا دليل على أن الأمر المجمل لا حرج على المأمور في طلب استبانته، وعلى هذا; فإننا نقول: إذا كان الأمر مجملا; فإن طلب استبانته لا يكون معصية; فالقلم لا شك أنه ممتثل لأمر الله -سبحانه

<<  <  ج: ص:  >  >>