السنن ل [أبو داود "١٨٩٤"، الترمذي "٨٦٨"، النسائي "٥/٢٢٣"، ابن ماجة "١٢٥٤"] ، من حديث ابن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا بني عبد مناف لا تمنعوا احدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء"، وقد صححه الترمذي وابن حبان وهو يرد القول بكراهة الطواف في الأوقات المكروهة ويدل على انه لا يكره فعل ركعتي الطواف في الأوقات وقد كان بعض السلف يؤخرها إذا صادف فراغه من الطواف في وقت مكروه.
قوله:"الثالث السعي".
أقول: هذا نسك ثابت بفعله صلى الله عليه وسلم الذي وقع بيانا لمجمل القرآن والسنة مع ما ورد من حديث حبيبة بنت أبي تجراه قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى أرى ركبتيه من شدة السعي تدور به إزاره وهو يقول: "اسعوا فإن الله كتب عليك السعي"، أخرجه أحمد والشافعي وفي إسناده عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف ولكن قد روى من طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة والطبراني من حديث ابن عباس.
وأخرج أحمد "٦/٤٢١، ٤٢٢"، من حديث صفية بنت شيبة ان امرأة خبرتها انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة يقول:"كتب الله عليكم السعي فاسعوا"، وفي إسناده موسى ابن عبيدة وهو ضعيف.
وقد أخرج النسائي "٢٩٧٢"، عنه صلى الله عليه وسلم انه استلم الركن ثم خرج فقال:"إن الصفا والمروة من شعائر الله فابدأوا مما بدأ الله به".
وأخرج مسلم "٨٤/١٧٨٠"، من حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما دنا من الصفا قرأ:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أبدأ بما بدأ الله به" فبدأ بالصفا الحديث.
قوله: "وهو من الصفا إلي المروة شوط ثم منها اليه كذلك".
أقول: هذا هو الحق ومن خالف في ذلك فقد غلط غلطا بينا وعلى هذا سلف هذه الامة وخلفها وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه بدأ بالصفا كما قدمنا قريبا >و
ثبت عنه في الصحيحين [البخاري "٣/٥٠٢"، مسلم "٢٣١، ١٢٦١"، وغيرهما "الترمذي "٢٩٦٠"، ابن ماجة ٢٩٧٤"] ، أنه طاف بين الصفا والمروة سبعا وهذا فيه غاية البيان فلو كان السعي من الصفا إلي المروة ثم منها اليه شوطا لكان قد طاف بين الصفا والمروة اربع عشرة مرة لا سبعا فقط.
وأما كونه متواليا فهذا كان سعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وأما قوله:"وحكمه في النقص والتفريق ما مر" فقد قدمنا انه لم يدل على ذلك دليل لافي الطواف ولا في السعي وأما كونه على طهارة فلم يدل على ذلك دليل وأما اشتراط الترتيب بين الطواف والسعي فكهذا كان فعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه من تقديم الطواف على السعي. وأما كون عدم الترتيب يوجب دما فلا دليل على ذلك وقد قدمنا لك الكلام على حديث: "من