للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجُمهورُ: أَنَّهُ مُشتَمِلٌ على ما يَحتَمِلُهُ رَسْمُها (١) ومتضمنتها العرضة الأخيرة (٢) .


(١) أي: ومذهب جمهور أهل العلم، من السلف، والخلف على أن مصحف عثمان، مشتمل على ما يحتمله رسم سبعة الأحرف، وذكر ابن جرير: أن القراءة على الأحرف السبعة، لم تكن واجبة على الأمة، وإنما كان جائزا لهم، ومرخصا لهم فيها، فلما رأى الصحابة، أن الأمة تفترق، وتختلف إذا لم يجمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك، إجماعا شائعا، وهم معصومون من الضلالة.
(٢) أي: ومذهب الجمهور، أن الأحرف السبعة، التي قال فيها - صلى الله عليه وسلم - أنزل القرآن على سبعة أحرف متضمنتها العرضة الأخيرة التي عارض جبريل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال الشيخ: هذا مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف وسائر أئمة المسلمين فإنه ثبت في الصحاح، أنه كان يعارضه في كل عام مرة، وفي العام الذي قبض فيه عارضه مرتين، والآخرة هي قراءة زيد بن ثابت وغيره، وهي: التي أمر الخلفاء الراشدون بكتابتها في المصاحف، وجمع عثمان عليها الناس باتفاق من الصحابة.
... وقال القاضي عياض: قد أجمع المسلمون على أن القرآن المتلو في جميع الأقطار المكتوب في المصحف، الذي بأيدي المسلمين ما جمعه الدفتان من أول {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إلى آخر {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} كلام الله ووحيه المنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو أبدله بحرف آخر، مما لم يشتمل عليه المصحف، الذي وقع عليه الإجماع، وأجمع عليه أنه ليس بقرآن عامدا لكل هذا فهو كافر.

<<  <   >  >>