للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإعجاز (١)

الْمُعجِزَةُ أَمرٌ خارِقٌ للعادَةِ، مَقرونٌ بالتَّحَدِّي (٢) سَالِمٌ عن المعارضة (٣) والقرآن معجز أبدا (٤) .


(١) أي ذكر إعجاز القرآن، وهو أعظم معجزات نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا نزاع بين العقلاء: أن كتاب الله معجز، لم يقدر أحد على معارضته وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ} فلولا أن سماعه حجة عليه، لم يقف أمره على سماعه ولا يكون حجة، إلا وهو معجزة وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} فأخبر تعالى: أنه كاف في الدلالة، قائم مقام معجزات غيره، من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، حيث ثبت كونه معجزة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وجب الاهتمام بمعرفة إعجازه.
(٢) أي: المعجزة المتحدي بها، أمر من الأمور المهولة خارق للعادة المألوفة مما يعتاده الإنسان مخالف مقتضاها.
(٣) يعجز البشر، أن يأتوا بمثله، يقال: عارضة بمثل صنيعه وأتى إليه بمثل ما أتى وناقض كلامه وقاومه وباراه.
(٤) أي: والقرآن العزيز، معجز أبدا إلى يوم القيامة وكان أكثر معجزات الانبياء قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - حسية انقرضت بانقراض أعصارهم فلم يشاهدها إلا من حضرها، ومعجزة هذه الأمة عقلية باقية على صفحات الدهر، لبقاء هذه الشريعة، فلا يمر عصر من الأعصار، إلا وكتاب الله، آية من آيات الله، يظهر شيء مما أخبر به، أنه سيكون يراه أولو البصائر دال على صحته إلى يوم القيامة.
... وفي الصحيح: «ما من نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا» .

<<  <   >  >>