للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإقسام (١)

القسم: تَحقيقٌ للخَبَرِ، وتَوكيدٌ لهُ (٢) ولا يَكونُ إلاَّ بمعظم (٣) وهو تعالى: يُقسِمُ بِنَفسِهِ الْمُقَدَّسَةِ الْمَوصُوفَةِ بِصِفاتِهِ (٤) وبِآياتِهِ الْمُستَلزِمةِ لذاته وصفاته (٥) .


(١) القسم: اليمين وأقسم بالله حلف به.
(٢) والله تعالى ذكر القسم في كتابه، لكمال الحجة، وتأكيدها، وقال ابن القيم: المقسم عليه، يراد بالقسم توكيده، وتحقيقه، فلا بد أن يكون مما يحسن فيه وذلك كالأمور الغائبة، والخفية، إذا أقسم على ثبوتها، فأما الأمور الظاهرة كالشمس والقمر والليل والنهار، والسماء والأرض فهذه يقسم بها، ولا يقسم عليها.
(٣) أي: بما يعظم المقسم أو يجله ولهذا: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحلف بغير الله، وقال: «ومن حلف بغير الله فقد كفر، أو أشرك» .
(٤) نحو قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ} {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ} في سبعة مواضع من كتابه.
(٥) نحو {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} وهو دليل على أنها من عظيم آياته، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فما أقسم عليه الرب، فهو من آياته، وهو تعالى يقسم بما شاء من خلقه، وليس لأحد أن يقسم إلا بالله، وقال ابن القيم: القسم إما على جملة خبرية، وهو الغالب كقوله: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} وإما على جملة طلبية كقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .

<<  <   >  >>