للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٤ - علي بن محمد بن غالب، أبو فراس العامري، المعروف بمجد العرب (١):

شاعر مجيد، ذكره أبو عبد الله الكاتب في الخريدة وأثنى عليه، ومن شعره:

أمتعب ما رق من جسمه … بحمل السيوف ونقل (٢) الرماح

علام تكلفت حملانها … وبين جفونك أمضى السلاح

وله:

لا تنكرين عليّ يا شمس الهدى … أني مررت عليك غير مسلم

فالشمس لا تخفي ولكن ضوأها … مخفف لها عن ناظر المتوسم

توفي بالموصل في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.

١٥٥ - علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التهامي، الشاعر (٣):

مولده ومنشؤه باليمن، وطرا إلى الشام، وسافر منها إلى العراق، ولقي الصاحب ابن عباد، وقرأ عليه وانتحل مذهب الاعتزال، وأقام ببغداد ودوّن بها شيئا من شعره، ثم عاد إلى الشام. وكان أديبا فاضلا متورعا.

وبلغ من تورعه أنه كان نسخ شعر البحتري، فلما بلغ إلى أبيات فيها هجو امتنع من كتبها وقال: لا أسطر بخطي مثالب الناس ومساوئهم تحرجا من ذلك؛ ومن شعره قوله:

لها ريقة أستغفر الله إنها … ألذ وأشهى في المذاق من الخمر

وصارم طرف ما يفارق غمده … ولم أر شيئا قط في غمده يفرى

وقال:

هل الوجد إلا أن تلوح خيامها … فتقضي يا هذا السلام ذمامها

وقفت بها أبكي وتردم أينقي … وتصهل أفراسي وتدعو حمامها

ولو بكت الورق الحما [ثم] (٤) شجوها … بعين نجى أطواقهن انسجامها


(١) انظر: الأعلام للزركلي ٥/ ١٥٨.
(٢) في فوات الوفيات: «وثقل».
(٣) انظر: النجوم الزاهرة ٤/ ٢٦٣. ووفيات الأعيان ٣/ ٦٠. وكشف الظنون، ص ٧٧١. ومرآة الجنان ٣/ ٩٢. وشذرات الذهب ٣/ ٢٠٤.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.

<<  <   >  >>