للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهل منورقة من بلاد الأندلس (١)؛ وذكر أنه يسمى عبد الله، وأن أمه أمة الرحمن بنت أبي عبد الله محمد بن أبي البسام موسى بن عبد الله بن الحسين بن علي ابن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب. فلهذا كان يكتب بخطه: ذو النسبين: بن دحية والحسين. قدم علينا بغداد، وأملى من حفظه، وكتبنا عنه، وذكر أنه سمع من أبي الفرج ابن الجوزي؛ وسافر إلى العراق فسمع بأصبهان من أبي جعفر الصيدلاني معجم الطبراني، ودخل خراسان فسمع بنيسابور من أبي سعد بن الصفار ومنصور الفراوي والمؤيد الطوسي في آخرين وحصل الأصول، وسمع بواسط من أبي الفتح بن الماندائي.

وذكر أنه سمع كتاب «الصلة» من أبي القاسم بن بشكوال، وأنه سمع بالأندلس من جماعة، غير أني رأيت الناس مجمعين على كذبه وضعفه وادعائه لقاء من لم يلقه، وسماع ما لم يسمعه، وكانت أمارات ذلك لائحة على كلامه، وكان القلب يأبى سماع كلامه، ويشهد ببطلان قوله. دخل ديار مصر، وسكن بالقاهرة، وصادف قبولا من السلطان الملك الكامل، وسمعت من يذكر أنه كان يسوى له الملابس حين يقوم.

وكان صديقنا إبراهيم السنهوري المحدث صاحب الرحلة إلى البلاد قد دخل بلاد الأندلس، وذكر لمشايخها وعلمائها أن ابن دحية يدّعى أنه قرأ على جماعة من الشيوخ القدماء، فأنكروا ذلك وأبطلوه وقالوا: لم يلق هؤلاء ولا أدركهم، وإنما اشتغل بالطلب أخيرا وليس نسبه بصحيح (٢)، ودحية لم يعقب. فكتب السنهوري محضرا،


(١) على الهامش الأصل: «ذكر ابن نقطة في» «تكملة الإكمال ونقله من خطه ابن دحية هذا، وإلا أنه قال في نسبه: أحمد بن بدر بن دحية، ثم قال بعد كلام له: وكان موصوفا بالمعرفة والفضل إلا أنه يدعي أشياء لا حقيقة لها، ذكر أبو القاسم بن عبد السلام قال: نزل عندنا بالحريم الظاهري أبو الخطاب بن دحية، فكان يقول: أحفظ صحيح مسلم والترمذي وغير ذلك، فأخذت جمة أحاديث من الترمذي وجمة أحاديث من مسند أحمد وجمة أحاديث من الموضوعات فجعلتها في جزء، ثم عرضت عليه حديثا من الترمذي فقال: ليس بصحيح، وآخر فقال:
لا أعرفه، ولم يعرف منها شيئا، وذكر ابن نقطة أنه يعرف بابن الجميل- بضم الجيم وفتح الميم وتشديد الياء المكسورة المعجمة من تحتها باثنتين».
وعلى الهامش أيضا إضافة من المحرر: «ثم شاهدت هذا النسب بخط الحافظ أبي الخطاب بن دحية في إجازة كتب بها لجماعة فيهم اسم بعض شيوخ شيوخنا، ومنهم يحيى بن علي القوسي وعلي بن شجاع بن سالم الغرير وجعفر الهمذاني وعبد الغني بن سليمان وزينب وعاصم بن الأسود».
(٢) على هامش الأصل: «ذكر ابن دحية بن الزبير قال: روى سننه عن أبي محمد عبيد الله وغيره، ودخل الأندلس، وأخذ بها عن جماعة منهم الحافظ أبو بكر بن الجد أبو عبد الله بن رزقون وأبو العباس بن خليل، وكان معتنيا بالعلم، ومشاركا في فنون عدة، ومجتهدا معتنيا بالأخذ عن

<<  <   >  >>