للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا في لغة عرب الجاهلية لم يأت الإله عندهم إلا بمعنى المعبود، وهو شامل للإله الحق وهو الله، والآلهة الباطلة التي يعبدونها من دون الله. وفي ذلك يقول الزمخشري: "والإله من أسماء الأجناس ـ كالرجل والفرس ـ اسمٌ لما يقع على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق" ١.

وقد تقدم قول الفيروزآبادي ٢: "إله كفِعال بمعنى مألوه وكل ما اتخذ معبودا إله عند متخذه" ٣.

نعم الإله الحق لا بدّ أن يكون خالقا قادرا على الاختراع، ومن لم يكن كذلك فليس بإله حقا وإن سمِّي إلها.

إذن فمعنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله، وليس معناها لا خالق ولا صانع إلا الله، لكنها تتضمن هذا المعنى. وكذلك ليس معناها لا معبود موجود إلا الله؛ لأن هذا يكذبه الواقع وهو وجود معبودات كثيرة بالباطل.

٢- توحيد الألوهية اصطلاحا

توحيد الألوهية هو العلم والاعتراف بأن الله ذو الألوهية على خلقه أجمعين، وإفراده وحده بالعبادة كلها وإخلاص الدين لله وحده.


١ انظر الكشاف ١/٣٦، ط/دار المعرفة.
٢ هو محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الشيرازي اللغوي الشافعي صاحب كتاب بصائر ذوي التمييز وغير ذلك من المصنفات مات سنة ٨١٧هـ؛ الضوء اللامع ١٠/٧٩.
٣ القاموس المحيط ١/١٧٣.

<<  <   >  >>