للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا قال: "نؤمن بالله، وبما جاء من عند الله على ما أراد الله وعلى ما أراد به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نشتغل بكيفية مراد الله تعالى وبما جاء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم" ١.

وقال أبو يوسف: " القرآن كلام الله من قال كيف؟ ولم؟ وتعاطى مراءً ومجادلة استوجب الحبس والضرب بالسوط المبرح" ٢.

وبالمقارنة بين منهج الإمام أبي حنيفة في مصادر التلقي ومنهج الماتريدية لأبي منصور وأتباعه؛ نجد أن هناك تباعدا واضحا، فإنهم يرون أن مصدر التلقي الأول في معظم أبواب التوحيد هو العقل دون النقل ٣؛ لأن الأدلة العقلية عندهم قطعية ٤، أما السمعية فهي ظواهر ظنية ٥.


= قال الألباني في مختصر العلو ص٥٩:
"أخرجه اللالكائي في السنة ... وعمرو بن وهب إن كان الطائفي فمجهول الحال وإن كان القرشي فقال ابن أبي حاتم ٣/١/٢٦٦" عن أبيه: "هو مضطرب الحديث"
١ بحر الكلام ص٢٦.
٢ فضائل الإمام أبي حنيفة وأصحابه لابن أبي العوام ""ق-١٦٤/ب.
٣ قسمت الماتريدية أصول الدين بحسب مصدر التلقي إلى عقليات وسمعيات، فما سموه عقليات فمصدر التلقي عندهم هو العقل والعقل أصل والنقل تابع معارض له، وهذا جار في معظم أبواب التوحيد والصفات.
وما سموه سمعيات فمصدر التلقي عندهم هو النقل والعقل تابع له كعذاب القبر والصراط والميزان وأحوال الآخرة. انظر على سبيل المثال أحد كتبهم وهو المسايرة مع شرحها المسامرة. فمن أول الكتاب إلى ص٢٤٩ عقليات ثم بعد ذلك سمعيات.
وانظر العقائد النسفية مع شرحها للتفتازاني من أول الكتاب إلى ص٩٨ عقليات ثم بعد ذلك سمعيات.
٤ انظر إشارات المرام ص١٨٩-١٩٩؛ وشرح العقائد النسفية ص٥، ٤٢؛ ونشر الطوالع ص٢٢٨؛ وشرح المواقف ٨/٢٤.
٥ انظر حاشية عبد الحكيم على الخيالي ص١٨٤ مع المصادر المذكورة في الفقرة السابقة.

<<  <   >  >>