افترى ١ على الله سبحانه، فاعتقد أنه جل وعلا أب لعيسى، ولكنه ليس من البشر - تعالى الله عما يقولون -.
وقيل أن السبب تربوي اجتماعي لدى الغرب، حيث عدد كبير من الأطفال لا أباء لهم معروفون، أو لهم أباء هجروهم وأهملوهم وأمهاتهم، أو أن علاقات الأبوة معهم كعلاقات الأجنبي بالأجنبي.
ولهذا السبب أو ذاك خصص الغرب يوماً للأم عيداً لها تكرم فيه بعد ملازمة الشعور بالإثم لهم بسبب مواقفهم منها.
فصار أبناء الغرب يجهدون أنفسهم ويجتهدون في إرضاء الأمهات والإهداء إليهن في ذلك اليوم، وتعج الدنيا بالمراسلات والمهاتفات والزيارات، ثم يأتي عكس ذلك في الغالب، أو ما يشبه عكسه في بقية العام على اعتبار أنها ليست يوماً أو أياماً للأم.
وبهذا قد تمت مقاومة وخز الضمير، فقد أخذت الأم حقها في يومها كاملاً، وتخلص الأولاد من عقدة التقصير، وذلك بأداء كامل الواجب في اليوم الوحيد المقنن المحدد.
وأهملوا احترام الوالدات ورعايتهن، ولم يصحب ذلك شعور بالتقصير قد يوقظ الضمير، فالضمير ارتاح ونام على وهم، وهو أن الأم صار لها يوم في العام أعطاه إياها المجتمع، وهم يقومون خير قيام بجميع الفروض في ذلك اليوم؛
١ كما حكى الله عز وجل ذلك في قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} سورة المائدة، آية (١٨) .