للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: الأعياد المكانية عند العرب في الجاهلية]

أعياد العرب المكانية في الجاهلية كثيرة جداً، وهي تكمن في مواضع أصنامهم وأوثانهم وأمكنة طواغيتهم وسأقتصر على ما كان مشهوراً بالتعظيم كمثال للأعياد المكانية.

فكانت الطواغيت الكبار التي تشد إليها الرحال وتتخذ عيداً ثلاثة " اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " وقد ذكرها سبحانه وتعالى في كتابه. فقال: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} ١.

وكل واحدة من هذه الثلاثة لمصر من أمصار العرب، والأمصار التي كانت من ناحية الحرم ومواقيت الحج ثلاثة: مكة والمدينة والطائف.

فكانت اللات لأهل الطائف: ذكروا أنه كان في الأصل رجلاً صالحاً يلت السويق للحجيج، فلما مات عكفوا على قبره مدة، ثم اتخذوا تمثاله، ثم بنوا عليه بنية سموها بنية الربة٢.

وقيل كانت اللات: صخرة منقوشة، وهي أحدث من مناة، وكان سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن مالك، وكانوا قد بنوا عليها بناءً، وكانت


١ سورة النجم، آية، (١٩-٢٢) .
٢ اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (٢/٦٥٣) .

<<  <   >  >>