للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأعياد من جملة مظاهر الأديان وشعائرها، وقد كانت للجاهلية أعياد لها صلة بأديانهم، ولكن لا توجد أعياد عامة لجميع الجاهليين عبدة الأصنام.

لأن الأعياد العامة تستدعي وجود ديانة واحدة، أو أعياد إله واحد، أو آلهة مشتركة يعبدها جميع القوم، وإذا كانت العرب لا تعبد إلهاً واحداً، أو آلهة مشتركة يقدسها أهل الوبر وأهل المدر جميعاً، فلا يمكن أن يتصور وجود أعياد عامة لجميع العرب في عهود ما قبل الإسلام١.

ولعدم وجود دين واحد لهم يجمع شملهم، والدين من أهمّ العوامل المساعدة لظهور الأعياد وجمع أصحابها للاحتفال بها؛ لذلك فأعياد الجاهليين أعياد موضعية كل قبيلة أو مدينة أو مملكة عيد، ولا تفعل ذلك القبائل الأخرى لوجود عيد آخر عندهم أو لعدم معرفتهم بذلك.

بخلاف أعياد الأمم الأخرى كاليهود والنصارى فأمرها أمر آخر؛ لأن اليهودية والنصرانية قد حددتا تاريخاً ثابتاً للأعياد فيها، فصارت معروفة عند اتباع الديانتين يحتفلون بها في الأجل الموقت٢.

بناءً على ما تقدم فلعباد الأصنام من العرب في الجاهلية أعياد كثيرة منها مكانية ومنها زمانية.


١ انظر: المصدر السابق (٦/٣٩٧) .
٢ انظر: المصدر السابق (٥/١٠٠-١٠١) .

<<  <   >  >>