[المبحث الثالث: أثر الأعياد الشرعية في التكافل الاجتماعي]
يحرص الدين الإسلامي دائماً على إتاحة الفرص التي تحقق سعادة الفرد المسلم وتجلب له الراحة، لكي يقوم بالفرائض التي كلفه الله سبحانه وتعالى بالقيام بها؛ وذلك بما يهيئه من أسباب لضمان الكفاية المعيشية، والتي تتمثل في التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم.
فمن هذا التكافل ما تمتاز به الأعياد الإسلامية على غيرها، وذلك باقترانها بتشريعات اجتماعية تستهدف البر بالفقراء والمحتاجين والعطف على ذوي الأرحام والأرامل والأيتام.
فعيد الفطر يقترن بتشريع زكاة الفطر، وعيد الأضحى يقترن بتشريع نحر الأضحية؛ وذلك للبر بالمعوزين والتوسعة على الفقراء في وقت أعده الله لفرح المسلمين وسرورهم ولجأ الكل إلى المشاركة في بهجة العيد , وأعياد الإسلام شرع فيها؛ ذلك لإزالة الأنانية والشحناء ولإشاعة روح البهجة بين المسلمين.
فهذه التشريعات تدعو إلى التكافل والترابط بين أفراد الأمة المسلمة، ففي اقتران عيد الفطر بصدقة الفطر حكم عظيمة وفوائد جليلة، كما جاء ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم "زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" ١.
١ سنن أبي داود، كتاب الزكاة، باب زكاة الفطر (٢/١١١) ، حديث (١٦٠٩) ، وسنن ابن ماجه، كتاب الزكاة، باب صدقة الفطر (١/٥٨٥) ، حديث (١٨٢٧) ، والسنن الكبرى للبيهقي، كتاب الزكاة (٤/١٦٤) ، وسنن الدارقطني، كتاب الزكاة (٢/١٣٨) ، والمستدرك للحاكم، كتاب الزكاة (١/٤٠٩) ، وقال حديث صحيح، ووافقه الذهبي. وقال النووي في المجموع (٦/١٢٦) إسناده حسن. وحسنه الألباني كما في صحيح ابن ماجه (١/٣٠٦) .