للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء استحباب الإكثار من الصلاة على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ" ١.

وفي ذلك يقول ابن القيم: " ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره مع حكمة أخرى، وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده، فجمع الله لأمته بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يرد سائلهم، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكرِه وحمدِه وأداء القليل من حقه صلى الله عليه وسلم أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته ٢.


١ سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة (١/٢٧٥) ، حديث (١٠٤٧) ، وسنن ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، باب في فضل الجمعة (١/٣٤٥) ، حديث (١٠٨٥) ، وسنن النسائي، كتاب الجمعة، باب فضل الجمعة (٣/٩١ـ٩٢) ، والسنن الكبرى للبيهقي، كتاب الجمعة، باب ما يؤمر في ليلة الجمعة ويومها (٣/٢٤٨ـ٢٤٩) ، والمستدرك للحاكم، كتاب الجمعة (٢/٢٧٨) ، وقال حديث صحيح ووافقه الذهبي، وصححه الألباني كما في صحيح ابن ماجه (١/١٧٩) .
٢ زاد المعاد لابن القيم (١/٣٧٦) .

<<  <   >  >>