[المطلب الخامس: دعوى أن ترك الاحتفال بالمولد ينافي محبة النبي صلى الله عليه وسلم:]
يصف بعض دعاة الاحتفال بالمولد من ينكره ولا يحتفل به، بأنه لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يبغضه ولو كان محباً له لاحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم
ويجاب على ذلك بأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست أهازيج تردد، ولا قصائد تنشد، ولا دعاوى تدعى.
والدعاوى ما لم يقيموا عليها
بينات فأهلها أدعياء
إن حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم اتباع أمره واجتناب نهيه، والسير على نهجه، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
ولا تتحقق المحبة إلا بذلك قال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ١.
فقد جعل سبحانه وتعالى الاتباع والانقياد دليل تلك المحبة وبه يعرف الصادق من المدعي.
وفي ذلك يقول ابن كثير: هذه الآية حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله..