وهو اليوم العاشر من محرم الحرام، وهو من الأيام الفاضلة، ولكن قد ابتدع فيه بدع منكره، وهلك فيه طائفتان بين إفراط وتفريط طائفة تجعله يوم فرح وسرور وأخرى يوم حزن ونياحة، وإليك تفصيل ذلك.
[المطلب الأول: اتخاذ عاشوراء مأتما]
تتخذ الرافضة١ يوم عاشوراء من كل عام مأتماً ونياحة حزناً منهم على قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وذلك أن الله سبحانه وتعالى أكرم الحسين بالشهادة في ذلك اليوم من سنة إحدى وستين (٦١) ، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها من ظلمه واعتدى عليه، فأوجب ذلك شراً بين الناس
١ الرافضة: سموا بهذا الاسم لرفضهم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وقيل: لرفضهم زيد بن علي رضي الله عنه عند ما أنكر عليهم الطعن في أبي بكر وعمر ومنعهم من ذلك فرفضوه، فقال لهم زيد: رفضتموني. قالوا: نعم، فبقي عليهم هذا الاسم، وأجمعت الرافضة على أن إمامة عليّ وتقديمه ثابتة نصاً، وأن الأئمة معصومون، وقالوا: أن الأمة ارتدت بتركها إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلا النفر اليسير. إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة والآراء الفاسدة، وانقسموا إلى أكثر من عشرين فرقة. انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (١/٨٩) ، والفرق بين الفرق للبغدادي (٢١) ، واعتقاد فرق المسلمين والمشركين للرازي (٥٢) .