للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - وعن عمار بن أبي عمار قال: قرأ ابن عباس: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} وعنده يهودي فقال: لو أنزلت هذه الآية علينا اتخذنا يومها عيداً، فقال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيدين: في يوم الجمعة، ويوم عرفة ١.

٤ - عن نبيشة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب". وفي رواية بزيادة: "وذكر لله" ٢.

قال ابن رجب: إنما نهى عن صيام أيام التشريق؛ لأنها أعياد للمسلمين مع يوم النحر فلا تصام بمنى ولا غيرها عند جمهور العلماء..

وفي النهي عن صيام هذه الأيام والأمر بالأكل والشرب فيها سر حسن، وهو أن الله تعالى لما علم ما يلاقي الوافدون إلى بيته من مشاق السفر وتعب الإحرام وجهاد النفوس على قضاء المناسك شرع لهم الاستراحة عقب ذلك بالإقامة بمنى يوم النحر وثلاثة أيام بعده وأمرهم بالأكل فيها من لحوم نسكهم فهم في ضيافة الله عز وجل فيها لطفاً من الله بهم ورأفة ورحمة وشاركهم أيضاً أهل الأمصار في ذلك ٣.

من هذه النصوص يتضح أن أيام التشريق ويوم عرفة أيام عيد وأيام شكر ومغفرة للمسلمين.


١ سنن الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة المائدة (٥/٢٥٠) ، حديث (٣٠٤٤) ، وقال: حديث حسن غريب. وابن جرير في تفسيره (٦/٨٢) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٣/٤٥) .
٢ صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب تحريم صوم أيام التشريق (٢/٨٠٠) ، حديث (١١٤١) .
٣ لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب (٣٠٤-٣٠٥) .

<<  <   >  >>