للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا رسول الله ابتع هذه، تجمل بها للعيد والوفود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما هذه لباس من لا خلاق له" فلبث عمر ما شاء أن يلبث، ثم أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة ديباج، فأقبل بها عمر فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنك قلت: "إنما هذه لباس من لا خلاق له" وأرسلت إلي هذه الجبة، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبيعها أو تصيب بها حاجتك" ١.

فالتجمل يوم العيد كان عادة متقررة بينهم، ولم ينكرها النبي صلى الله عليه وسلم فعلم بقاؤها ٢.

وعن عبد الله بن سلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر يوم الجمعة: "ما على أحدكم لو اشتري ثوبين ليوم الجمعة، سوى ثوب مهنته" ٣.

وعن نافع أن ابن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه ٤.

فهذه النصوص تدل على مشروعية التجمل ومس الطيب والغسل في الأعياد الإسلامية، وفي ذلك ترويح للنفس والجسد.


١ صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب العيدين، باب في العيدين والتجمل فيه (٢/٤٣٩) ، حديث (٩٤٨) ، وصحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة (٣/١٦٣٩ـ١٦٤٠) ، حديث (٢٠٦٨) .
٢ حاشية السندي على النسائي (٣/١٨١) .
٣ سنن ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة (١/٣٤٨) ، حديث (١٠٩٥) ، وسنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب اللبس للجمعة (١/٢٨٢ـ٢٨٣) ، حديث (١٠٧٨) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (١/١٨١) .
٤ السنن الكبرى للبيهقي، كتاب صلاة العيدين، باب الزينة للعيد (٣/٢٨١) ، وقال ابن حجر في الفتح (٢/٤٣٩) ، إسناده صحيح.

<<  <   >  >>