للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن الشريعة قد كملت قبل انتقاله صلى الله عليه وسلم فهي كاملة لا تحتمل الزيادة ولا النقصان ١؛ لأن الزيادة عليها تعتبر استدراكاً وتوحي بأنها ناقصة.

٢ ـ قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ٢.

فالمراد بالصراط المستقيم: سبيل الله الذي دعا إليه وهو السنة والسبل الطرق المختلفة التي عدا هذا الطريق، مثل: اليهودية والنصرانية، وسائر الملل والأهواء والبدع ٣.

وعن مجاهد قال: " ولا تتبع السبل قال البدع والشبهات "٤. فأفادت الآية أن طريق الحق واحدة وأن للباطل طرقاً متعددة لا واحدة، وتعددها لم يخص بعدد مخصوص ٥.

٣ ـ وقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ٦.


١ انظر: الاعتصام للشاطبي (١/٤٨) .
٢ سورة الأنعام، آية (١٥٣) .
٣ تفسير البغوي (٢/١٤٢) ، وانظر: فتح القدير للشوكاني (٢/١٨٣) .
٤ سنن الدارمي، باب في كراهية أخذ الرأي (١/٦٨) .
٥ الاعتصام للشاطبي (١/٢٢٣) ، وانظر: تفسير ابن كثير (٢/١٩١) ،
٦ سورة القصص، آية (٥٠) .

<<  <   >  >>