للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودلالة الحديث باقية لا ترد بما ذكروه، ولا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلية وهي قوله: "كل بدعة ضلالة" بسلب عمومها وهو أن يقال: ليست كل بدعة ضلالة ـ فإن هذا إلى مشاقه الرسول صلى الله عليه وسلم أقرب منه إلى التأويل ١.

ـ وفيه من المفاسد أشياء:

أـ سقوط الاعتماد على هذا الحديث، فإن المنهي عنه علم حكمه بذلك التخصيص.

ب ـ إن اسم البدعة يكون عديم التأثير.

ج ـ ليس كل بدعة جاء عنها نهي خاص، وليس كل ما جاء فيه نهي خاصة بدعة، فالتكلم بأحد الاسمين وإرادة الآخر تلبيس وتدليس.

د ـ مساواة البدعة بالمعاصي والحقيقة أن البدعة شر من المعاصي ٢.

كما قال سفيان الثوري: " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، فإن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها " ٣.

وبهذا يبطل استدلال من قال بتحسين البدعة، ولا سيما أن الأدلة الواردة في ذم البدع واضحة الدلالة من وجوه: ١ ـ أنها جاءت مطلقة عامة على كثرتها ولم يقع فيها استثناء البتة، ولم يأت فيها ما يقتضي أن من البدع ما هو هدى، فلو كان هنالك بدعة


١ انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (٢/٥٨٣ـ٥٨٨) .
٢ انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (١/٥٨٦) ، والبدعة وأثرها السيئ في الأمة (٣٢) .
٣ مجموع الفتاوى لابن تيمية (١١/٤٧٢) .

<<  <   >  >>