للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن هؤلاء منهم من علم أن عين قصده هدم قواعد الدين وتشكيك أهله، فهذا مقطوع بكفره، بل هو أجنبي عن الدين من أعدى أعدائه، وآخرون مغررون ملبس عليهم، فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليهم وإلزامهم ١.

أما ضابط البدعة الغير مكفرة، فهي: ما لم يلزم منها تكذيب بالكتاب ولا بشيء مما أرسل الله به رسله، بل ناتجة عن نوع تأويل وشهوات نفسانية ٢.

وقد ذكر الشاطبي ـ رحمه الله ـ " أن البدع تنقسم باعتبار تفاوت درجاتها إلى كبائر وصغائر، وأشار إلى أن ضابط التفريق بينهما هو ضابط التفريق بين كبائر الذنوب وصغائرها، حيث قال: "وأقرب وجه يلتمس لهذا المطلب ما تقرر في كتاب الموافقات ٣، أن الكبائر منحصرة في الإخلال بالضروريات المعتبرة في كل ملة، وهي: الدين والنفس والنسل والعقل والمال. وكل ما نص عليه راجع إليها وما لم ينص عليه جرت في الاعتبار والنظر مجراها، وهو الذي يجمع شتات ما ذكره العلماء، وما لم يذكروه مما هو في معناه، فكذلك نقول في كبائر البدع ما أخل منها بأصل من هذه الضروريات فهو كبيرة، وما لا فهو صغير" ٤.


١ معارج القبول للشيخ الحكمي (٢/٥٠٣ـ٥٠٤) .
٢ انظر: المصدر السابق (٢/٥٠٤) .
٣ انظر الموافقات (٢/٤) .
٤ الاعتصام (٢/٥٧) .

<<  <   >  >>