للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الرد على هذه الشبهة من وجوه:

أولاً: أنه إذا كان المراد من إقامة المولد هو شكر الله تعالى على نعمة ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه فإن المعقول والمنقول يحتم أن يكون الشكر من نوع ما شكر الرسول ربه وهو الصوم، وعليه فلنصم كما صام غير أن أرباب الموالد لا يصومونه؛ لأن الصيام فيه مقاومة للنفس بحرمانها من لذة الطعام والشراب، وهم يريدون ذلك، فتعارض الغرضان، فآثروا ما يحبون على ما يحب الله وهي زلة عند ذوي البصائر والنهي ١.

ويوضح ذلك أن بعض أرباب الموالد نص على كراهة صوم يوم الاثنين الموافق للثاني عشر من ربيع الأول بحجة أنه عيد من أعياد المسلمين.

وقد نقل ذلك الحطاب ٢ حيث قال: " قال الشيخ زروق ٣: في شرح القرطبية صيام يوم المولد كرهه بعض من قرب عصره ممن صح علمه وورعه، وقال: إنه من أعياد المسلمين فينبغي أن لا يصام فيه " ٤.

وجاء في حاشية الدردير " تنبيه: ومن جملة الصيام المكروه كما قال بعضهم: صوم يوم المولد المحمدي إلحاقا له بالأعياد " ٥.


١ انظر: الإنصاف لأبي بكر الجزائري (٤٤) ، بتصرف.
٢ هو: محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعيني أبو عبد الله، المعروف بالحطاب، فقيه مالكي من علماء المتصوفين، ولد سنة (٩٠٢هـ) ، وكانت وفاته سنة (٩٥٤هـ) . انظر: الأعلام (٧/٥٨) .
٣ هو: أحمد بن أحمد بن محمد عيسى البرنسي الفاسي أبو العباس زروق، فقيه محدث صوفي، وولد سنة (٨٤٦هـ) ، وكان وفاته سنة (٨٩٩هـ) . انظر: شذرات الذهب (٧/٣٦٣) ، والأعلام (١/٩١) .
٤ مواهب الجليل لشرح مختصر خليل لأبي عبد الله المغربي، المعروف بالحطاب (٢/٤٠٥) .
٥ شرح الدردير لمختصر خليل مع حاشية الدسوقي (١/٥١٨) ، وانظر أيضاً: الخرشي على مختصر سيدي خليل (١/٢٤١) ، وحاشية الصاوي على الشرح الصغير (٢/٢٣٢) .

<<  <   >  >>