للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلم يكن الداعي إلى هذا الصوم لكونه يوم ولادته فحسب، بل لأجل أن الأعمال تعرض فيهما وأنه يوم أنزل عليه فيه.

رابعاً: هل النبي صلى الله عليه وسلم عندما صام يوم الاثنين أضاف إلى الصيام احتفالاً كاحتفال أرباب الموالد من تجمعات ومدائح وأنغام وطعام وشراب؟ الجواب: لا وإنما اكتفى بالصيام فقط. إذاً ألا يكفى الأمة ما كفى نبيها صلى الله عليه وسلم ويسعها ما وسعه، وهل يقدر عاقل أن يقول: لا؟ إذاً فلِم الافتيات على الشارع والتقدم بالزيادة عليه والله يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ١.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ٢. ٣.

خامساً: قولهم إن هذا في معنى الاحتفال به والمعنى موجود سواءً كان ذلك بصيام أم أطعام طعام.. الخ.

في هذا القول اتهام خطير لخير هذه الأمة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وتابعيهم ورمي لهم بالتقصير، حيث لم يفهموا مقصوده صلى الله عليه وسلم من صيام هذا اليوم فلم يحتلفوا بهذه المناسبة.

وفي هذا يقول الشيخ ابن منيع في رده على المالكي: عندما استدل بهذا الدليل - يقصد المالكي - أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بصيامه يوم ولادته يوحي إلى أمته وفي طليعة الأمة أصحابه وتابعوهم بإقامة احتفال بمولده صلى الله عليه وسلم إلا أنهم من


١ سورة الحشر، آية (٧) .
٢ تقدم تخريجه، ص (٢١٩) .
٣ انظر: الإنصاف فيما قبل في المولد للجزائري (٤٤-٤٥) .

<<  <   >  >>