للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم الرحمة. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ١. ٢.

الجواب على ذلك: إن القول بذلك تعسف للأدلة بجعلها موافقة للهوى ومجانبة لما عليه هذه الأمة من كبار المفسرين وأئمة علم التفسير الذين نصوا على أن المقصود بالفضل والرحمة المفروح بهما ما عنته الآية السابقة لهذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ٣.

قال الطبري في تفسيره لهذا الآية: يقول الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {قُلْ} يا محمد لهؤلاء المكذبين بك وبما أنزل إليك من عند ربك. {بِفَضْلِ اللَّهِ} . أيها الناس الذي تفضل به عليكم هو الإسلام. فبينه لكم ودعاكم إليه {وَبِرَحْمَتِهِ} التي رحمكم بها فأنزلها إليكم فعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتابه فبصركم بها معا لم دينكم وذلك القرآن.

{فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يقول فان الإسلام الذي دعاهم إليه والقرآن الذي أنزله عليهم، خير مما يجمعون من حطام الدنيا وكنوزها ٤.


١ سورة الأنبياء له (١٠٧) .
٢ حول الاحتفال بالمولد لعلوي المالكي (٧-٨) . انظر: الذخائر المحمدية له (٢٦٨) ، وعلموا أولادكم محبة رسول الله، د. محمد عبده يماني (٩٨) .
٣ سورة يونس، آية (٥٧-٥٨) .
٤ تفسير الطبري (١٥-١٠٥) .

<<  <   >  >>