للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصلاة والسلام مقترنة عند ذكره صلى الله عليه وسلم في كل وقت وفي كل مناسبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ" ١.

وقد أمر صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الصلاة عليه في يوم الجمعة عيد الأسبوع فقال صلى الله عليه وسلم: "من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه قبض وفيه النفخة، وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ.." ٢.

فهل يليق بالمسلم أن لا يصلي عليه صلى الله عليه وسلم إلا في ليلة واحدة من ثلاثمائة وست وخمسين ليلة كلا بل هذا هو الهجران ولا يقول بذلك عاقل وفي ذلك يقول أبو بكر الجزائري:

كون المولد ذكرى.. الخ هذه تصلح أن تكون علة لو كان المسلم لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم عشرات المرات، فتقام له ذكرى سنوية أو شهرية يتذكر فيها نبيه ليزداد بذلك إيمانه وحبه له. أما والمسلم لا يصلي صلاة من ليل أو نهار إلا ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يدخل وقت صلاة ولا يقام لها إلا ويذكر الرسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلى عليه، إن الذي تقام له ذكرى خشية النسيان هو من لا يذكر أما من يذكر ولا ينسى فكيف تقام ذكرى حتى لا ينسى، أليس هذه من تحصيل ما هو حاصل، وتحصيل الحاصل عبث ينزه عنه العقلاء ٣.


١ سنن الترمذي، كتاب الدعوات، باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " رغم أنف رجل " (٥/٥٥١) ، حديث (٣٥٤٦) ، وقال: حديث حسن صحيح غريب. ومسند الإمام أحمد (١/٢٠١) ، والمستدرك للحاكم، كتاب الدعاء (١/٥٤٩) ، وقال: حديث صحيح، ووافقه الذهبي. وقال الألباني: صحيح كما في صحيح سنن الترمذي (٣/١٧٧) .
٢ تقديم تخريجه، ص (١٩٥) .
٣ الإنصاف فيما قيل في المولد (٣٦-٣٧) .

<<  <   >  >>