للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغير ذلك من الأحاديث الواردة في النهي عن البدع والمحدثات في الدين.

فتخصيص يوم السابع والعشرين وليلته بعبادة أو احتفال لا دليل عليه، ولا أفضلية لتلك الليلة على سائرها من الليالي حتى تختص بها.

وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيميه كما نقل عنه تلميذه ابن القيم: " ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لاسيما ليلة القدر، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها؛ ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت وإن كان الإسراء من أعظم فضائله صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فلم يشرع تخصيص ذلك الزمان، ولا ذلك المكان بعباده شرعية " ١.

وقال الزرقاني ٢: وأما ليلة الإسراء فلم يأت في أرجحية العمل فيها حديث صحيح ولا ضعيف؛ ولذلك لم يعينها صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولا عينها أحد من الصحابة بإسناد صحيح ولا يصح إلى الآن ولا إلى أن تقوم الساعة فيها شيء، ومن قال فيها شيئاً فإنما قال من كيسه لمرجع ظهر له استأنس به؛ ولهذا تصادمت الأقوال فيها وتباينت ولم يثبت، الأمر فيها على شيء، ولو تعلق بها نفع للأمة ولو ذره لبينه لهم نبيه صلى الله عليه وسلم ٣.

وبهذا يتبين أن الاحتفال بها وتعظيمها ليس من الإسلام في شيء فضلاً على ما يقع في هذا الاحتفال من الاختلاط والمفاسد ما قد علم.


١ زاد المعاد لابن القيم (١/٥٨) .
٢ هو: محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المالكي فقيه محدث، ولد بالقاهرة سنة (١٠٥٥) ، وتوفي فيها (١١٢٢هـ) . انظر: معجم المؤلفين (١٠/١٢٤) ، والرسالة المستطرفة للكتاني (١٤٣) .
٣ شرح المواهب اللدنية للزرقاني (٦/٩) ، وانظر: التحذير من البدع للشيخ عبد العزيز بن باز (٧-٩) .

<<  <   >  >>